افخارستية فعل شكر من أجل الأب ميشيل بيتشيريلّو



عن حراسة الأراضي المقدسة

امتلأت كنيسة دير المخلص يوم الثلاثاء 25 نوفمبر من أجل الاحتفال بالقداس الجنائزي في ذكرى مرور 30 يوما على موت الأخ ميشيل بيتشيريلّو. كانت في الواقع أول ذكرى رسمية لموته تتم في القدس، بعد الاحتفالات التي تمت في ايطاليا والأردن.

وقد أحاط بحارس الأراضي المقدّسة، الأخ بييرباتيستا بتسابالا، وبحضور القاصد الرسولي، المونسينيور أنطونيو فرانكو، حوالي المائة من الكهنة. حيث جمع الحضور من المسيحيين واليهود والمسلمين، من الرهبان والعلمانيين، ومن الأجانب الممثلين للعديد من الشعوب، كما وفلسطينيين واسرائيليين على السواء، علماء أجلاء كما وأصدقاء بسطاء. وفي عظته، ذكر الأب كلاوديو بوتّيني، عميد كلية المعهد البيبلي الفرنسيسكاني، بما كان يقال عن الأب بيتشيريلّو بأنه كان شخصا معترضا في كثير من الأحيان، ولكنه من جديد عرف أن يصنع الوفاق حوله.

كانت العظة، بعد المدح الكبير الذي أبرز الناحية العقلية للأب بيتشيريلّو التي أذاعت صداها أيضا الصحافة العالمية، بمثابة اعادة احياء "للأخ الأصغر"، "انسان كل يوم" وشهادة عل حياة رهبانية بناءة هي أيضا. فبالنسبة لجميع من يفهموم الايطالية، كانت لحظات اللقاء هذه شديدة التأثير في نفوسهم. فقد كشفت بأي روح ايمان عاش الأب بيتشيريلّو أسابيعه الأخيرة. (NDRL : تمت ترجمة العظة هنا إلى لغات الموقع جميعها). بالنسبة لسائر الحضور، فقد تم، عقب انتهاء الاحتفال، وعلى طريق الوصول إلى قاعة البلا دنس، توزيع وريقات عليهم، احتوت على أهم مراحل حياة الأب ميشيل، بالانجليزية والعربية.

في قاعة البلا دنس، وبعد تقبل التعازي، التقى جزء كبير من الجمع لمشاهدة فيلم عن الأب ميشيل بيتشيريلّو، لرؤية حياته من خلال أعماله، كان عنوان هذا الفيلم الايطالي هو "تربيعة [2] السلام" (العنوان باللغة الايطالية "Tessere di Pace") للمخرج لوقا أركيبوجي. كرس هذا الفيلم لاظهار عمله في اصلاح الفسيفساء، كما وكيف اتجهت ارادة الأب بيتشيريلّو لأن يكون أداة سلام في شرق أوسط دون حدود تفصل بلاده بعضها عن بعض. فيلم وثائقي رائع حاز على جائز "تاج العمود الفضية" (Chapiteau d’argent)، خلال المهرجان العالمي الثالث للأفلام الأركيولوجية "تاج العمود الذهبية" (Chapiteau d’or).

كل شيء كان هناك، صوته، وجهه، يداه الخشنتين، شغفه بفن الفسيفساء ونتيجة عمله : أعمال فسيفسائية تم اصلاحها مظهرا من خلالها رونق مصر وسوريا، مرورا بالأردن، واسرائيل والأراضي الفلسطينية.

لم نستطع أن نحدد بماذا كان اعجاب الحضور، أهو بالعمل نفسه، أم بهذا التعليم الجديد الذي أتى به الأب ميشيل بيتشيريلّو؟

ولدى تركنا له وتشتتنا من جديد، لا يبقى لنا سوى أن نأخذ بعين الاعتبار كلمات الأب بوتّيني : "كانت حياته كلها ذات معنى. (…) ونستطيع أن نؤكد بأنه، وبالنسبة له، تنطبق كلمات يسوع وهو يموت على الصليب : "قد تم كل شيء"، على الرغم من الانطباع الذي تعطيه كل هذه المشاريع التي لم تنتهي بعد، والتي لا تزال قيد التنفيذ، والتي تعطي رؤى لا تزال مفتوحة. لا يمكن أن لا نشعر بالفراغ، لكن حزننا يمكن أن يجد له عزاءا كما ويمكن لمسيرتنا أن تتقوى، إذا ما عشنا على ذكرى ورجاء اللقاء جميعنا يوما في ملكوت الله. هذا ما نرجوه. ليمنحنا الكلي القدرة والرحيم هذا الرجاء. آمين. هلليلويا.

ماري أرميل بوليو