سرّ مسحة المرضىالزجاجية عن مسحة المرضى في رعيتنا
سرّ مسحة المرضىيلتقي المسيحي المرض في أشكاله المختلفة على دروب حياته فيكون هذا المرض محنة قد يصعب حملها أو يخف وهو في بعض الأحيان عبور صعب يضع الإنسان أمام احتمال الموت وواقعه. وسرّ مسحة المرضى هو السرّ الذي يتناسب مع واقع المرض فيظهر حبّ الله ويعطي القوة لتحمل المرض وأحيانا للشفاء وقد يحضّر المؤمن للموت.
هذا السرّ يظهر حضور الله الخلاصي في حياة المؤمن في الأوقات التي يعاني فيها من المرض أو يشارف على الموت. وهو يظهر أن جميع الأسرار تلمس الجسد لخلاصه وشفائه. وهو يساعد المؤمن على أن يعيش مصالحة مع ذاته من خلال جسده المريض، ومع ماضيه ومع محيطه الذي يصبح السند له في محنته واحتياجاته ومع الخليقة التي تظهر في حلتها الفانية التي لا تدوم ومع الله ومع الكنيسة. فإذا عاش المؤمن المريض هذه المصالحات كلها فهي تقوده حتما إلى أن يعيش مرضه بشكل أفضل وأن يعيش شفاء داخليًا فيه سلام وفرح وهذه كلّها تدل فعالية الخلاص.
الزجاجية عن مسحة المرضى في رعيتناوزجاجيّة سرّ مسحة المرضى تحدّثنا عن سرّ الألم: "لقد كان المرض والعذاب دائماً من أخطر المعضلات الملمّة بالحياة البشرية. ففي المرض يختبر الإنسان مدى عجزه وحدوده ومحدوديته. وفي كل مرض يتراءى لنا الموت من خلاله" ("التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية" رقم 1500).
ويعبِّر الجزء السفلي للزجاجيّة عن سطحية الوضع البشريّ وظلمته بينما يطرح الجزء الأوسط والأعلى للزجاجيّة، بظهور صليب المسيح وحركة الألوان المختلفة وتموّجها، إمكانية تخفيف آلام البشريّة التي تمرّ بالمسيح- الطبيب: " شفقة المسيح على المرضى وشفاءه كثيرين بعلل من كل نوع، هما الدليل الساطع على أن " الله قد افتقد شعبه" (لوقا 7:16)، وأنّ ملكوت الله قد أضحى قريباً جداً" ("التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية" رقم 1503). ولهذا "فإن الكنيسة تؤمن وتعترف بوجود سر من الأسرار السبعة، يهدف خصوصاً إلى مساندة المبتلين بالمرض، وهو مسحة المرضى" ("التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية" رقم 1511). والقوة التي تنزل من المسيح الطبيب عبر الروح القدس، تلمس حياة المريض وتخلق فسحات من الطمأنينة، يعبِّر عنها اللون الأزرق السماوي في وسط الزجاجيّة.