الراهبات الكرمليات يحتفلن باليوبيل ١٢٥ على تأسيس دير سيدة جبل الكرمل في حيفا

الجليل – احتفلت الراهبات الكرمليات الحفاة، السبت ٤ تشرين الثاني ٢٠١٧، بذكرى مرور ١٢٥ عاماً على تأسيس دير سيدة جبل الكرمل إبان قدّاس إلهي ترأسه سيادة المطران بييرباتيستا بيتسابالا في كنيسة الدير في حيفا.

وقد ترّأس رئيس الأساقفة بييرباتيستا القدّاس بمشاركة المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي في القدس وفلسطين، والأب حنا كلداني، النائب البطريركي في الناصرة، والأب جوزيف صويص وبحضور الراهبات الكرمليات والآباء الكرمليين وحشد المؤمنين الذين جاؤوا من مدينة حيفا والمناطق المجاورة.

وبدأ الاحتفال بتطواف بتمثال الطفل يسوع المؤسس وأيقونة سيدة جبل الكرمل وسجل تاريخ الدير وشمعة اليوبيل نحو المذبح. ويهدف تقليد التطواف بتمثال الطفل يسوع المؤسس إلى إحياء ذكرى تأسيس الدير القديم في حي الزوارة (بات غاليم) عام ١٨٩٤.

وفي هذه المناسبة منح قداسة البابا فرنسيس الراهبات بركته الرسولية سائلاً الله أن يفيض عليهن من نعمه الوافرة. كما وحثّهن على المثابرة في حياة التأمل والصلاة، لكي يُضيء فرح المسيح القائم من بين الأموات على الكنيسة في الأرض المقدسة.

يُذكر أن الباباوين لاون الثالث عشر ويوحنا بولس الثاني كانا قد منحا أيضاً بركتهما للراهبات الكرمليات في العامين ١٨٩٥م و٢٠٠٤م على الترتيب.

وقبل نيل البركة النهائية، قدّمت الراهبات كتاباً، باللغتين العربية والفرنسية، حول تاريخ الرهبنة الكرملية ودير سيدة جبل الكرمل.

ويحتفل المسيحيون بعيد مريم العذراء سيدة جبل الكرمل في شهر تموز من كل عام، حيث يجري تقليد بين الرهبانيتين الفرنسيسكانية والكرملية يقوم بموجبه أحد الآباء الفرنسيسكان بترأس احتفال عيد مريم العذراء سيدة جبل الكرمل في ١٦ تمّوز، بينما يقوم أحد الآباء الكرمليين بالاحتفال بعيد انتقال العذراء في ١٥ آب لدى الآباء الفرنسيسكان في بازيليكا البشارة. كما وتجري الدورة التقليدية لشخص العذراء سيدة جبل الكرمل يوم الأحد الثالث من عيد الفصح.

هذا وتحتفل الكنيسة بعيد القديسة تيريزا ليسوع الآفيلية، معلمة الكنيسة ومصلحة رهبنة الكرمل، في ١٥ تشرين الأول من كل عام.

لمحة تاريخية عن الرهبنة الكرملية ودير سيدة جبل الكرمل

يرجع تأسيس الرهبنة الكرملية إلى عام ١٢٠٩م بعد أن قام بطريرك القدس ألبرتوس بسن القانون الكرملي لمجموعة النسّاك الذين سكنوا جبل الكرمل، بهدف تنظيم حياتهم الجماعية والروحية ومنحها طابعاً رسمياً. وقد نص أهم بنود هذا القانون على الصلاة المستمرة والصمت والعمل والاجتماع كل يوم للاحتفال بالذبيحة الإلهية.

جاء بعدها القديس سمعان ستوك وأدخل تغييرات على هذا القانون ليُشدد فيه على الحياة الجماعية، بالإضافة إلى السماح للرهبان بالسكن في المدن وإنشاء المعاهد الدراسية.

ويُعد كل من القديسيْن تيريزا ليسوع الآفيلية ويوحنا الصليبي من أهم من قاموا بإصلاح الرهبنة الكرملية بفرعيها الرجالي والنسائي. وفي عام ١٥٦٢م، أسست القديسة تيريزا ليسوع دير القديس يوسف في آفيلا في إسبانيا ومن ثم تأسيس أول دير للرهبان الكرمليين في عام ١٥٦٨م مع القديس يوحنا الصليبي.

وفي عام ١٨٩٢م حققت الأم الرئيسة ماري للقلب الأقدس رغبة الأم ماري ليسوع في تأسيس دير للراهبات الكرمليات على جبل الكرمل، إذ تم تدشين الدير إبان قداس إلهي ترأسه الأب فيليكس ليسوع، رئيس الدير.

وفي عام ١٩٣٤م استطاعت الراهبات شراء قطعة أرض على قمة جبل الكرمل بعد بيع جزء من بستان الدير القديم ليتم بعدها بناء الدير الحالي في عام ١٩٣٥م.

وفي ١٥ أيار ٢٠١٥، أعلن قداسة البابا فرنسيس الأخت مريم ليسوع المصلوب بواردي، ابنة فلسطين ومؤسسة دير الكرمل في بيت لحم، قديسة إلى جانب الأخت ماري ألفونسين غطاس.

مكتب إعلام البطريركية اللاتينية/ ساهر قوّاس
تصوير: البطريركية اللاتينية