عيدها في 7 حزيران
ولدت في إسبانيا في 10 تشرين الأول 1549. كان والداها فقيرَين لكنّهما تقيّان وَرِعان. فنالت تربية مسيحية منذ حداثة سنّها. ولمّا بلغت العاشرة من عمرها توفّي أبواها، فعاشت مع إخوتها الذين وَكَلوا إليها رعاية أغنامِهم. فقامت بمهمتها بروحٍ من التواضع والطاعة والنشاط.
وكانت رعاية الأغنام، وهدؤ الطبيعة وجمالها، وثمار الأرض وخيراتها، عوامل ساعدت نفسَها على الصمت والصلاة والتأمل. ومالت نفسُها الى الحياة الرهبانية، فدخلت كرمل القديس يوسف كراهبة عاملة، وتمرّست على روح الخدمة والطاعة والتواضع، تواظب على التعبّد ومناجاة الرب، وتخصّ العذراء مريم بمحبّة كبيرة. فلفتت اليها أنظار أمّها ورئيستها تريزا ليسوع الأفيلية، التي انتدبتها أمينةً على أسرارها. وأخذت تصحبها في أسفارها. وما لبثت أن أضحت حنّة ممرّضة لها، حتى أن الأم تريزا لفظت روحها ورأسها ملقىً على صدر ممرّضتها حنّة.
وفيما بعد، تسنّى للراهبة حنّة أن ترافق الكرمليات الاسبانيات اللواتي قصدنَ فرنسا وبلجكا لزرع الاصلاح التريزي فيهما. ورغم كونها "أختاً مساعدة"، أصبحت رئيسة على دير بونتواز (Pontoise) ومن ثم على دير تور (Tours) في فرنسا. ثم انتقلت فأسست دير أنفير (Anvers) في بلجيكا. بذلت حنة جهودًا كبيرة للحفاظ على روح الأم المؤسّسة، تريزا الآفيلية. تكشف لنا سيرة حياتها، المدوّنة باسم الطاعة، عمق علاقتها واتحادها بالله، وفي الوقت عينه، يتّضح لنا أنها، كما معلّمتها، إبنة للكنيسة، ورسولة جاهدت وناضلت وضحّت من أجلها ومن أجل شعب الله. أعلنها البابا بنيديكتوس الخامس عشر طوباوية في 6 أيار 1917.